علاج احلام اليقظة
اولا هذه ليست حالة مرضية حقيقية، إنما هي ظاهرة نفسية ولكنها ربما تسبب بعض الإزعاج للإنسان.
وعلاج هذه المشكلة إنما يكون أولاً بأن تشعر أنك مهم وأنك لست ضعيف، وتصورك أن شخصيتك ضعيفة جدًّا فهذا ليس بصحيح، وإنما هذا وهم لأنه في الواقع لا يوجد إنسان بمعنى شخصية ضعيفة هزيلة، وإنما عندما يترك دوره ليقوم به الآخرون فإنه يكون حيًّا على هامش الحياة، وأما لو قام بدوره الذي خلقه الله عز وجل له فإنه قطعًا سيكون مهمًا، ولذلك قد يكون الرجل أو المرأة أمام الناس العاديين لا قيمة له ولكنه في داخل بيته في غاية الأهمية، فالمرأة تكون مهمة جدًّا لزوجها حتى وإن كانت لا تملك من الجمال مثقال ذرة، والرجل كذلك يكون مهمًا لزوجته حتى وإن كان أيضًا كذلك لا يملك شيئًا من مقومات الحياة ولكنه في داخل بيته يشعر بأن له كيان.
ثانيا : حين تعتريك أي من هذه الأفكار، أرجو أن تستجلب الأفكار المضادة لها.. قول لنفسك: هذه الفكرة فكرة خيالية وليس من المستحسن أن أسترسل في هذه الفكرة، وربما أفكر في فكرة مخالفة لها.. إذن العلاج هو عن طريق الحوار الذاتي بجلب أفكار معاكسة.
ثالثا: بعد ذلك تقول لنفسك: يا ليتني لو كنت أفكر بأمر آخر، أمرًا يكون أكثر فائدة، على سبيل المثال: أفكر أن أكتب موضوعًا، أن أكتب قصة، أن أكتب رواية... وهكذا؛ أي الهدف هو أن تحاصري الاسترسال في الخيال وتستبدليه بما هو مخالف، وكذلك يمكن استبداله بمادة تكون أكثر حيادية، وقد تكون أكثر نفعًا - على سبيل المثال - إذا أتتك أفكار تري أنها يمكن أن تصاغ صياغة مفيدة وتكون في شكل قصة أو موضوع أو هكذا، فاصنع منها قصة، ويمكن بذلك أن تنمي نوعا من المواهب والمقدرات وتستفيد من هذه الخيالات والاستمرار في الكتابة، ومن الممكن أن تبدأ بالكتابة المتواضعة ولكن ومع تكرار الكتابة تصبح كاتب متميز.
رابعا : هنالك أيضًا من الحيل النفسية العلاجية التي يمكن ممارستها، هو أنك حين تكونِ في جلسات الخيال هذه مع نفسك، يمكنك أيضًا أن تقومي بالضرب بشدة بيدك على جسم صلب حتى تحسي بالألم، ومع الضرب قول: قف قف قف، كرر ذلك.. والهدف من ذلك هو أن يحدث نوع من فك الارتباط الشرطي، أي أن يقرن الفكر الاسترسالي بالألم، أو أي استشعار مخالف له.. هذه كلها نوع من التمارين النفسية التي نراها مفيدة.
خامسا : ولو أنك بدأت الآن في الدخول في معترك الحياة وإثبات الكفاءة وأنك تستطيع أن تؤدي دورًا جيدًا في الحياة وبحثت عن أي فرصة للعمل وإن كانت بسيطة ومتواضعة فذلك علاج أولاً لضعف الشخصية وثانيًا لمشكلة أحلام اليقظة، فاشغل وقت فراغك بذكر الله ولا بأس بأن تريح فكرك من حين لآخر بشيء من الرياضات المباحة، ولا بد أن يكون عندنا شعور بالرضا بما نحن فيه، لأن عدم الشعور بالرضا والسخط على الواقع يؤدي إلى الهروب من المشكلة إلى عالم أحلام اليقظة، ولكن لما أرى أن ما قدره الله فهو كائن وأن قضاء الله خير وأرضى بقسمة الله تعالى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس)، فالرضا بتقدير الله تعالى هو أهم عامل من عوامل السعادة، فأنا أشعر بأنني متأقلم مع المجتمع الذي أعيش فيه، ومتأقلم مع ظروفي ولا أعاني من أي نوع من التبرم أو العناد أو الخروج على المألوف، فبذلك لا أكون محتاجا للدخول في أحلام اليقظة.
ومن الأمور التي تعين على علاج مسألة أحلام اليقظة والاستغراق فيها أن نعزز الأعمال التي نؤديها، فإذا كنت تقوم مثلاً بإعداد الطعام فاجتهد في تنويع أنواع الطعام واجتهد مثلاً في إعداد الطعام قبل وقت تناوله، واجتهد أيضًا في ترتيب المطبخ بطريقة صحيحة وجيدة، واجتهد في ترتيب أدوات الطعام من صحون وملاعق وغير ذلك، فإن ذلك يعتبر نوعا من تعزيز المهارات الجيدة التي تجعلك تشعر بالرضا من قبل من ينظر إليك، وفي تلك الحال لا تكون في حاجة إلى أن تعيش في عالم أحلام اليقظة.
وأيضًا فإن أحلام اليقظة تعطينا فكرة عن الطموح الذي نحن فيه، فلو تحول هذا الطموح إلى واقع وتم فإنه من الممكن أن يستفيد منه الناس بإذن الله تعالى، وفي كل الأحوال تكون أحلام اليقظة مفيدة بدرجات متفاوتة إلا إذا اختلطت بالواقع العملي وأصبحت معيقة للإنسان كما يحدث احيانا، ولذلك فإن علاجها هو البحث عن فرص عمل وعدم الاستكانة وعدم الخمول، وإنما البحث عن أنشطة تنمي من خلالها مواهبك، وأيضًا تستفيد فيها الطاقة الموجودة، وشغل أوقات الفراغ بشيء مهم ومفيد كالكتابة وغيرها، وأيضًا تنمية الإحساس بالكفاءة والتأكيد على شعور الرضا بالحياة اليومية وبما قسم الله تبارك وتعالى لك.
هناك بعض الأساليب الإرشادية والعلاجية التي تساعد الطفل على التخلص من مشكلة أحلام اليقظة ومنها ما يلي :
1- تنمية الإحساس بالكفاءة ، والتأكيد على الشعور بالرضا في الحياة اليومية
2- وتشيعه علي شغل اوقات الفراغ بقراته القران واذكار
3- تعزيز عمله الإنتاجي والمثمر .
4- شغل أوقات الفراغ عند الطفل ، وذلك بإشراكه في الأنشطة المفضلة لديه ، وتنمية هواياته.
5- معرفة أسباب التوتر والقلق والإحباط والصراع وإدماجه في الحياة العادية واشباع حاجاته النفسية
6- وهنا يأتى دور الأسرة، وخاصة الأم، فيجب عليها أن تستمع إلى ابنها وتتعرف على قدراته ومميزاته وتشجعه ولا تسخر منه وتساعده على وضع أهداف طويلة المدى، كأن يحلم أن يصبح طبيبا مثلا، ثم أهداف قصيرة المدى توصله إلى هدفه بأن يصبح طبيبا عن طريق الاستذكار الجيد والاهتمام بالمواد العلمية، ثم تحدد معه العوائق التى قد تصادفه فى طريقه للوصول إلى هذه الأهداف.
فهناك بعض الأبحاث التى أجريت فى هذا المجال أثبتت أن الرياضيين المشهورين عادة ما يتخيلون أنفسهم بعد نجاحهم، كأن يحلم مثلا بأنه فاز بمباراة معينة فهذا يعطيهم ثقة ورغبة فى تحقيق أهدافهم ويعطيهم الأمل وهذا ما يسمى بأحلام البطولة.
اقر أيضا :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق