السبت، 16 أكتوبر 2010

الإضطرابات النفسية ..2-تصنيف الإضطرابات السلوكية ..الجزء الأول.. الأهمية والتاريخ



*أهمية وأهداف تصنيف الاضطرابات النفسية والسلوكية :

يتضمن تصنيف الإضطرابات السلوكية والنفسية تحديد مجموعات من الأعراض symptoms التى تميل إلى الحدوث معا وكل مجموعة من هذه الإعراض تشكل زملة syndrome ..وهكذا ، فحينما نتحدث عن الفصام أو الإضطرابات المزاجية فاننا نتحدث عن زملات صنفها الإكلينكيون على أساس ملاحظاتهم .
ولكن لماذا نهتم بتصنيف الإضطرابات النفسية والسلوكية ( والمصطلحان مترادفان ) ؟ وما هى الأهداف التاى نحققها من ذلك ؟؟
يمكن أن نجيب على هذين السؤالين كما يلى :
أولا : 

أن نظام التصنيف يمد المشتغلين فى الصحة العقلية بطريقة مختصرة للتواصل بينهم. فحينما يجرى تشخيص لاضطراب ثنائى القطبية BD (على سبيل المثال) فان هذا المصطلح يقدم ملخصا لأعراض الإضطراب الأساسية .

ثانيا:

يساعد نظام التصنيف على إقتراح علاجات فعالة وبتجميع الأشخاص الذين يظهرون نفس الأعراض معا وينجح الإكلينكيون فى تحليل أنواع العلاج التى تنجح فى علاج تلك المجموعة الخاصة .
ثالثا :

يساعد نظام التصنيف فى جمع بيانات الأبحاث للإستفادة منها فى أشكال الإضطراب السلوكى فبدون التصنيف لما كان لدى الباحثين طريقة للمعرفة أثناء دراساتهم لنفس الإضطراب .

*تاريخ تصنيف الاضطرابات النفسية والسلوكية :

 اذا تتبعنا تاريخيا تصنيف الاضطرابات النفسية والسلوكية نجد أنه بدأ من خلال الإعتقاد بأن الجان والعفاريت تسكن جسم الانسان المصاب (فى أوربا والعصور المظلمة ) عكس الحضارة الاسلامية التى كانت تنشئ المستشفيات والبيمارستانات الخاصة لعلاج الاضطرابات العقلية ويضع لها علماء الطب المسلمين أمثال ابن سينا والرازى التصنيفات والشروح ، ثم تطور تقسيم الإضطرابات النفسية والعقلية فى  تصنيف منتظم له جذوره فى اعمال كريبلن E.Krepelin 1855-1926  فقد كان من العلماء الأوائل الذين لاحظو أن الأعراض فى الإضطرابات العقلية تميل لأن تظهر فى مجموعات وقد أوحى له ذلك بأن متلازمات الأعراض syndromes إنما تعبر أنواع معينة من الإضطراب العقلى وعلى هذا الاساس البسيط وصف كريبلن وحدات مرضية عديدة واستخرج نتائجه واضعا بذلك أول تصنيف حديث للاضطرابات العقلية.
فقد استتنج كريبلن 1883 أنه يوجد اضطرابان عقليان رئيسيان ناتجان الى حد كبير من العوامل النفسية والبيولوجية هما : الخبل المبكر ( الذى قسم فرعيا الى البسيط والهيبفرينى والتخشبى والبارنودى ) ، وذهان الهوس والإكتئاب ( الذى كان له تقسيمات كثيرة تعتمد على انتظام او عدم انتظام دورات الهوس والاكتئاب )

وفى عام 1916 استبدل بلولير Bleuler مصطلح الخبل المبكر Dementia Praecox بمصطلح الفصام Schizophrenia حيث تم انتقاد مصطلح الخبل المبكر بشدة لمدة خمسين عاما على اساس ان تدمير السلوك الذى يسببه الخبل المبكر غير قابل للتعديل ولكن تم اثبات عكس ذلك حيث خضع هذا الاضطراب للعلاج (Magill وآخرون :1996).
وبعد ذلك جاء العديد من الأنظمة التصنيفية الا ان أكثر نظامين تصنيفين يتم استخدامهما فى هذا الصدد هما دليل التشخيص الاحصائى للاضطرابات العقلية Diagnostic and statistical manual of mental disorder والذى يعرف اختصارا ب DSM والصادر عن رابطة الأطباء النفسين الأمريكية APA وكانت اخر طبعة صدرت منه هى الطبعة الرابعة DSM-IV فى عام 1994 أما النظام الثانى فيتمثل فى التصنيف الدولى للأمراض International Classification of diseases والمعروف اختصارا بICD والصادر عن منظمة الصحة العالمية WHOوكانت اخر طبعة منه هى الطبعة العاشرة ICD-10 التى صدرت عام 1992.

وللحديث بقية باذن الله تعالى 

اقرا ايضا :

الإضطرابات السلوكية..1- التشخيص Diagnosis


الجمعة، 15 أكتوبر 2010

الإضطرابات السلوكية..1- التشخيص Diagnosis


*تعريف الإضطرابات السلوكية :

هى أنماط السلوك أو عمليات التفكير أو المشاعر التى ينظر لها بواسطة الفرد أو المجتمع باعتبارها غير مرغوب فيها أو مطلوب التحكم فيها وتغييرها سواء من قبل الفرد أو المجتمع ويعتبر الإخصائى النفسى الإكلينى والطبيب النفسى هما المسئولان عن مقابلة هؤلاء الأفراد المضطربين سلوكيا لتحديد ما اذا كانت حالتهم مضطربة أم لا ومحاولة تغييرهم وتقديم النصيحة والمساعدة النفسية والطبية لهم .
ولكى يتم ذلك لابد أولا من تشخيص هذه الإضطرابات والإلمام بالمعرفة الكاملة من قبل الاخصائى والطبيب بأسباب الإضطرابات السلوكية . 

عملية التشخيص Diagnosis

لقد دخل مفهوم التشخيص Diagnosis إلى ميدان علم النفس الإكلينكى من ميدان الطب وكان يقصد به فحص الأعراض المرضية واستتناج الأسباب وتجميع الملاحظات فى صورة متكاملة ، ثم نسبها إلى مرض معين فالتشخيص فى الميدان الطبى يعنى التصنيف Classification أى فهم المريض ، وكشف العلاقة بين الأعراض المرضية ونوع الحالة القائمة .
أما التشخيص فى علم النفس الإكلينكى والطب النفسى يعنى تقويم خصائص الفرد من حيث قدراته وسماته وأعراضه المرضيه مبينا الأسباب المباشرة للاضطراب ومحددا مكانه وطبيعته ونوعه ودرجة حدته وعلى هذا فالتشخيص يساعد على فهم مشكلات المفحوص ومعاناته ويهيئ السبيل لوضع خطة علاجية ملائمة .
ويشير التشخيص فى علم النفس المرضى إلى تصنيف المعلومات المتعلقة بالحالة السلوكية والإنفعالية للشخص والتحديد التالى لذلك (بالاسم وبطاقة التصنيف) لتلك الحالة المأخوذه من نظام تصنيف مقبول. وقد تم انتقاء تللك العملية التشخيصية النفسية حيث أنه بمجرد تحديد الشخص باسم اضطراب معين فإن هذا الشخص يشعر بأنه (ضحية) اضطراب وقد يفشل فى تحمل المسئوليه لحل مشكلاته.
ويختلف التشخيص عن التصنيف حيث أن التصنيف يعنى تخفيض عدد الظواهر وتحديدها على أساس خواص مشتركة بين مفردات الصنف الواحد بحيث يسهل إخضاع الظواهر المنفردة لقوانين عامة تسهل فهمها والتعامل معها .
ويبدو مما سبق أن التشخيص أعم وأشمل من التصنيف حيث أن التشخيص ليس مجرد إلصاق بطاقة بهذا الصنف أو ذاك من أصناف الطب النفسى التقليدى .أى ليس تحديد النمط بالرجوع الى تصنيف جاهز بل هو عملية دينامية تنصب على فرد بعينه فى موقف معين فى لحظة بعينها وتحدد الدلاله العميقه لجملة علاقاته مع بيئته .
اقرا ايضا

خليك مع الاختيار واحد...خليك رقم واحد!

احلام اليقظة عند المراهقين بين المرض و الابداع 1


كثيرا ما تواجه تلاميذ المدارس من المراهقين مشكلة عدم المقدرة على التركيز خلال القيام بنشاط ما لا سيما داخل الفصل المدرسي ، مما يؤثر بالتالي على التحصيل العلمي فيما بعد. وغالبًا ما يلام التلميذ على ذلك حيث يُطلب منه الانتباه بشكلٍ متكرر أو يُعاقب على ذلك دون أن يتم البحث في أصول المشكلة وآلية علاجها . عِلمًا أن هذه المشكلة يمكن أن تعكس حالة يجب معالجتها بطرق غير معقدة ويتم تجاوزها بسهولة ، في حين ان تأنيب المراهق بشكل متكرر قد يترك أثرًا سلبيا أكبر من المشكلة نفسها .

وتُشكل أحلام اليقظة Daydreaming والتخيل أحد أهم مسببات تشتت الإنتباه فما هي أسباب ذلك وكيف يمكن معالجته وكيف يمكن أن تتحول أحلام اليقظة والتخيل البناء الى طاقة مبدعة ؟
يقول الدكتور عبد الستار ابراهيم في معرض كلامه عن العلاج السلوكي أن :" مدى الانتباه هو الفترة التي تنقضي في القيام بعمل ما، ويمكن أن يتوقف الانتباه عن طريق التشتت حيث ينخرط الشخص لا إراديا" بنشاط أو إحساس آخر، فتركيز التلميذ المراهق على السلوك الجاري في الصف مثلا" يمكن أن ينقطع عن طريق صوت أو تصرّف أحد الزملاء أو عبر حدوث أي شيء مادي آخر، كما يمكن أن ينقطع تركيزه من خلال شعوره الشخصي، أو عبر الأفكار التي تُسيطر عليه والتي منها أحلام اليقظة".

غير أن الأفكار الخيالية شائعة حتى عند الناس الأسوياء العاديين، ولكن المقصود بهذه الأحلام كمشكلة هو انغماس الشخص بالأحلام في وقت غير مناسب على نحو يتضمن عدم القدرة على التركيز.

وتستمر أحلام اليقظة خلال مرحلة الطفولة والمراهقة ومع بداية سن البلوغ ويُظهر كثير من المراهقين تزايدا" في الفترة الزمنية التي يقضونها في أحلام اليقظة، وأكثر أحلام اليقظة شيوعا" في مرحلة المراهقة هي التفكير في الجنس الآخر، وفي مشاريع الحياة المستقبلية والتخطيط لها، أو التفكير في المركز الاجتماعي القادم في الحياة، كأن يصبح المراهق بطلا" أو فائزا" أو من مشاهير العالم، وكثيرا" ما يؤدي التلفزيون والأفلام الخيالية إلى تضخيم هذا الميل عند المراهقين .

متى تكون الاحلام مشكلة ؟

والمؤشر الاساسي لوجود مشكلة هو عندما تعيق احلام اليقظة عمل الشخص, فحلم المراهق الذي يعيقه عن الاختلاط مع زملائه والانطواء ، او عدم الاستماع الى شرح المعلم في الصف ، او عدم مقدرته على اكمال واجباته المنزلية ، يشير الى وجود مشكلة , وغالبا" ما يكون هؤلاء لا يسببون للمعلمة او الاستاذ ازعاجا" في الصف، لذلك تتفاقم المشكلة خصوصا" اذا تجاهل الاستاذ هذا التلميذ طالما انه غير منزعج .
الأساتذة يشتكون عادة من التلاميذ الفوضويين أو كثيري الحركة ولا يشتكون من المنطوين أو غير المتفاعلين, وهذا ما أعربت لي عنه المعلمة ميساء م. عندما سألتها عن إحدى تلميذاتها المعروف انها كثيرا" ما تسرح في الصــف أجابت " مهذبة وهادئة وغير مزعجة ، ولكنها ليست معي"
فقلت لها :" لماذا لا تحاولي بحث هذه المشكلة " فأجابت : " لا اعتبر أن هناك مشكلة فهي من الصنف الذي يريح الأستاذ ".
حاولنا الإتصال بأهل التلميذة الذين أفادوا بأنهم يعيدون لها شرح الدروس في البيت حتى تحصل على العلامات اللازمة للنجاح، وهذا ما دفع والدتها إلى القول :" وجودها في الصف لا لزوم له سوى من حيث الاعتراف الأكاديمي بوجود التلميذة في هذا الصف، لأن الدروس يُعاد شرحها ودرسها في البيت مرة أخرى ".
فأحلام اليقظة قد تكون مشكلا" لأنها تتفاقم وتتزايد الفترة التي يقضيها المراهق في الأحلام يوما" بعد يوم.
اقرا ايضا :

أسباب أحلام اليقظة بين الكبت والهروب من الواقع

أسباب أحلام اليقظة بين الكبت والهروب من الواقع


يرجع أساتذة علم النفس أسباب أحلام اليقظة الى أسباب عدة غير أنهم يتفقون على ان السبب الرئيس هو رغبة الطفل او المراهق في واقع غير الذي يتواجد فيه إما لسبب ان الواقع الذي يعيشه ممل وغير جذاب أو لأنه يستطيع من خلال التخيل ان يحقق ما لا يتمكن من يحققه في الواقع

الهروب من الواقع للتنفيس عن الكبت :

فالمراهق يدرك أن أحلام اليقظة اكثر إشباعا" له من الواقع، فعندما يشعر بأن حياته الواقعية صعبة جدا"، أو أنها غير مشبعة بشكل غير عادي وفي هذه الحالة تصبح أحلام اليقظة مهربا" ممتعا" ، فالأماني يتمّ تحقيقها من خلال الخيال ، والخيال يعطي شعورا" قويا" بالرضى بالمقارنة مع النشاطات اليومية المملة . والمراهق يرى أن أحلام اليقظة مهمة واكثر سهولة من حل المشكلات الاجتماعية أو الدراسية . وقد تستحوذ الخيالات على المراهقين أكثر ويقل بالتالي اهتمامهم بالتكيف مع محيطهم الواقعي، فهم مشبعون بأفكارهم الخاصة ، ويمضون وقتا" أطول في عالمهم الخاص . ويطور بعض المراهقين رفاقا" متخيلين ليستمدوا منهم الشعــور بوجود علاقة مريحة، وهذا ما ينطبق بشكل خاص على المراهقين الذين يشعرون بالوحدة أو ليس لهم أصدقاء، فإنهم في أحلام اليقـــظة أبطال ، فائزون، مشهورون ومحصنون من النقد أو المشاعر السلبية ، وهؤلاء المراهقين يملكون القدرة للعمل بكفاءة إلا أن مواهبهم لا تحظى بثناء الآخرين ، وإنجازهم للمهمات لا يعطى التقدير اللازم.
كما أن المراهق قد يجد في أحلامه تنفيسًا عن كبت بعض الأمور والتي قد تكون صعبة المنال أو محرمة أو يخجل الاجهار بها والتحدث عنها .

التعويض عن إعاقة حقيقية او نقص عاطفي :

غالبا" ما يحلم المراهقون ذو الإعاقات الجسديّة بأنهم طبيعيون ومشهورون، ومن الشائع ظهور أحلام اليقظة عند المراهقين الذين يعانون من إعاقة " غير مرئية " . فمثلا"، الأطفال الذين لديهم صعوبات في التعلم يبدون طبيعيين مع أنهم في الواقع يعانون إعاقة حقيقية تتمثل في عدم قدرتهم على التكيف مع محيطهم التعليمي العادي، وغالبا" ما يؤدي فشلهم المستمر إلى أحلام اليقظة كوسيلة للهرب .
وبغض النظر عن طبيعة الإعاقة فان الإحباط الحقيقي يمكن أن يؤدي بسهولة إلى مشكلة أحلام يقظة ، فالرضى أو الشعور بالقوة التي لم يتمّ الحصول عليها في العالم الواقعي يتم البحث عنها في الخيال .

أحلام اليقظة كعادة :


تبدأ اليقظة عند الأطفال الصغار، وهناك نسبة قليلة لا يستطيعون التخلص من هذه العادة. ثم تستمر هذه العادة كطريقة مألوفة في السلوك .
و نلاحظ أن بعض المراهقين يخصصون وقتا" محددا" لأحلام اليقظة، وخلال فترة عملي مع فريق من الكشافة المراهقين طرحت هذه المشكلة عليهم ومعظمهم من تلاميذ الصف ثامن ،و أعمارهم تتراوح بين 12-15 ، عبر سؤالي لهم : هل تفكرون بأنفسكم على انفراد وتحلمون وانتم يقظين؟ فكانت الإجابة نعم بالإجماع .
تنوعت الطرق فقال لي عمر.م " فقط قبل النوم أحب أن أتخيل " وأجاب فؤاد .ع : " عندما أكون بحالة حزن"
وأجابتني كارين. د :" أنها تستغرق في الأحلام عقب أي حدث مهم بالنسبة لها والتي تكون على شكل توقعات لما سينتج عن هذا الحدث".
وهكذا نجد أن أحلام اليقظة كعادة قد تظهر أثناء أوقات محددة عند البعض ، وبشكل متقطع عند البعض الآخر ، وتصبح مشكلة عند ما يغرق الفرد في خيالاته ويعيق نشاطاته الأخرى لأجلها .

وعند الخجولين تعويض عن عاطفة ناقصة :


تشكل احلام اليقظة الملاذ الآمن لمن يتعرضون لاهمال او نقص عاطفي فيلجأون الى الأحلام لتعويض هذا النقص لذلك فغالبا ما تنتشر بشكل خاص بين الأفراد الخجولين ، فالأطفال اللذين لا يشعرون بحماية الأم أو ينفصلون مبكرا عن الأهل , فيطوّرون عادة شعورا" بالخجل وبعدم القدرة على التكيف" .
وهم اذ يشعرون بالحرج والخجل في المواقف الاجتماعية فإن الخيال يمدهم بمتعة كبيرة خالية من الأحاسيس السلبية ، ومما يستدعي الاهتمام انهم غالبا" ما يصبحون اكثر قلقا" في المواقف الاجتماعية ويقل تفاعلهم مع الآخرين وتدريجيا" تصبح أحلام اليقظة اكثر تعزيزا" لهم فيزداد احتمال حدوثها.
رانية . س. عمرها 14 عامًا خجولة جدا وكثيرا ما تحاول ان تخفي معالم أنوثتها وتخجل من جسدها التقيتها مع والدتها "المتدينة " فسألتها على انفراد لماذا تخجلين من الجلوس مع زملائك من الصبيان او حتى الفتيات تبسمت وأجابت " أشعر بالحرج " فسألتها : ألا ترغبين مي اللعب والتحدث الى أصدقاء ؟ فأجابت:" ارتاح بعيدا عن الآخرين " .

غير ان المشكل الحقيقي يكمن في ان الخجل المرضي يعتبره بعض الأهل نوعًا من "حُسن السلوك " ! وفيما يتغافل المجتمع عن أبنائه يتجه المراهقون عادة الى التنفيس عن نوازعهم بشكل خاطئ عبر اللجوء الى أحلام اليقظة أو ممارسة العادات السيئة بشكل بعيد عن الأعين .
المهمة ملقاة على كافة أفراد المجتمع بدءا من الأهل والأساتذة وصولا الى الدوائر المتخصصة في مؤسسات المجتمع المدني لمنح الافراد مزيدا من الثقة بالنفس والحرية للتحول من أحلام اليقظة المشتتة للانتباه الى التخيل الخلاق الذي من شأنه أن يكشف عن ابداعٍ حقيقي .
اقرا ايضا :

ان دارت بك الدنيا فتعال الي....همسات

علاج احلام اليقظة


اولا هذه ليست حالة مرضية حقيقية، إنما هي ظاهرة نفسية ولكنها ربما تسبب بعض الإزعاج للإنسان.

وعلاج هذه المشكلة إنما يكون أولاً بأن تشعر أنك مهم وأنك لست ضعيف، وتصورك أن شخصيتك ضعيفة جدًّا فهذا ليس بصحيح، وإنما هذا وهم لأنه في الواقع لا يوجد إنسان بمعنى شخصية ضعيفة هزيلة، وإنما عندما يترك دوره ليقوم به الآخرون فإنه يكون حيًّا على هامش الحياة، وأما لو قام بدوره الذي خلقه الله عز وجل له فإنه قطعًا سيكون مهمًا، ولذلك قد يكون الرجل أو المرأة أمام الناس العاديين لا قيمة له ولكنه في داخل بيته في غاية الأهمية، فالمرأة تكون مهمة جدًّا لزوجها حتى وإن كانت لا تملك من الجمال مثقال ذرة، والرجل كذلك يكون مهمًا لزوجته حتى وإن كان أيضًا كذلك لا يملك شيئًا من مقومات الحياة ولكنه في داخل بيته يشعر بأن له كيان.

ثانيا : حين تعتريك أي من هذه الأفكار، أرجو أن تستجلب الأفكار المضادة لها.. قول لنفسك: هذه الفكرة فكرة خيالية وليس من المستحسن أن أسترسل في هذه الفكرة، وربما أفكر في فكرة مخالفة لها.. إذن العلاج هو عن طريق الحوار الذاتي بجلب أفكار معاكسة.

ثالثا: بعد ذلك تقول لنفسك: يا ليتني لو كنت أفكر بأمر آخر، أمرًا يكون أكثر فائدة، على سبيل المثال: أفكر أن أكتب موضوعًا، أن أكتب قصة، أن أكتب رواية... وهكذا؛ أي الهدف هو أن تحاصري الاسترسال في الخيال وتستبدليه بما هو مخالف، وكذلك يمكن استبداله بمادة تكون أكثر حيادية، وقد تكون أكثر نفعًا - على سبيل المثال - إذا أتتك أفكار تري أنها يمكن أن تصاغ صياغة مفيدة وتكون في شكل قصة أو موضوع أو هكذا، فاصنع منها قصة، ويمكن بذلك أن تنمي نوعا من المواهب والمقدرات وتستفيد من هذه الخيالات والاستمرار في الكتابة، ومن الممكن أن تبدأ بالكتابة المتواضعة ولكن ومع تكرار الكتابة تصبح كاتب متميز.

رابعا : هنالك أيضًا من الحيل النفسية العلاجية التي يمكن ممارستها، هو أنك حين تكونِ في جلسات الخيال هذه مع نفسك، يمكنك أيضًا أن تقومي بالضرب بشدة بيدك على جسم صلب حتى تحسي بالألم، ومع الضرب قول: قف قف قف، كرر ذلك.. والهدف من ذلك هو أن يحدث نوع من فك الارتباط الشرطي، أي أن يقرن الفكر الاسترسالي بالألم، أو أي استشعار مخالف له.. هذه كلها نوع من التمارين النفسية التي نراها مفيدة.


خامسا : ولو أنك بدأت الآن في الدخول في معترك الحياة وإثبات الكفاءة وأنك تستطيع أن تؤدي دورًا جيدًا في الحياة وبحثت عن أي فرصة للعمل وإن كانت بسيطة ومتواضعة فذلك علاج أولاً لضعف الشخصية وثانيًا لمشكلة أحلام اليقظة، فاشغل وقت فراغك بذكر الله ولا بأس بأن تريح فكرك من حين لآخر بشيء من الرياضات المباحة، ولا بد أن يكون عندنا شعور بالرضا بما نحن فيه، لأن عدم الشعور بالرضا والسخط على الواقع يؤدي إلى الهروب من المشكلة إلى عالم أحلام اليقظة، ولكن لما أرى أن ما قدره الله فهو كائن وأن قضاء الله خير وأرضى بقسمة الله تعالى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس)، فالرضا بتقدير الله تعالى هو أهم عامل من عوامل السعادة، فأنا أشعر بأنني متأقلم مع المجتمع الذي أعيش فيه، ومتأقلم مع ظروفي ولا أعاني من أي نوع من التبرم أو العناد أو الخروج على المألوف، فبذلك لا أكون محتاجا للدخول في أحلام اليقظة.

ومن الأمور التي تعين على علاج مسألة أحلام اليقظة والاستغراق فيها أن نعزز الأعمال التي نؤديها، فإذا كنت تقوم مثلاً بإعداد الطعام فاجتهد في تنويع أنواع الطعام واجتهد مثلاً في إعداد الطعام قبل وقت تناوله، واجتهد أيضًا في ترتيب المطبخ بطريقة صحيحة وجيدة، واجتهد في ترتيب أدوات الطعام من صحون وملاعق وغير ذلك، فإن ذلك يعتبر نوعا من تعزيز المهارات الجيدة التي تجعلك تشعر بالرضا من قبل من ينظر إليك، وفي تلك الحال لا تكون في حاجة إلى أن تعيش في عالم أحلام اليقظة.

وأيضًا فإن أحلام اليقظة تعطينا فكرة عن الطموح الذي نحن فيه، فلو تحول هذا الطموح إلى واقع وتم فإنه من الممكن أن يستفيد منه الناس بإذن الله تعالى، وفي كل الأحوال تكون أحلام اليقظة مفيدة بدرجات متفاوتة إلا إذا اختلطت بالواقع العملي وأصبحت معيقة للإنسان كما يحدث احيانا، ولذلك فإن علاجها هو البحث عن فرص عمل وعدم الاستكانة وعدم الخمول، وإنما البحث عن أنشطة تنمي من خلالها مواهبك، وأيضًا تستفيد فيها الطاقة الموجودة، وشغل أوقات الفراغ بشيء مهم ومفيد كالكتابة وغيرها، وأيضًا تنمية الإحساس بالكفاءة والتأكيد على شعور الرضا بالحياة اليومية وبما قسم الله تبارك وتعالى لك.

هناك بعض الأساليب الإرشادية والعلاجية التي تساعد الطفل على التخلص من مشكلة أحلام اليقظة ومنها ما يلي :
1- تنمية الإحساس بالكفاءة ، والتأكيد على الشعور بالرضا في الحياة اليومية
2- وتشيعه علي شغل اوقات الفراغ بقراته القران واذكار
3- تعزيز عمله الإنتاجي والمثمر .
4- شغل أوقات الفراغ عند الطفل ، وذلك بإشراكه في الأنشطة المفضلة لديه ، وتنمية هواياته.
5- معرفة أسباب التوتر والقلق والإحباط والصراع وإدماجه في الحياة العادية واشباع حاجاته النفسية
6- وهنا يأتى دور الأسرة، وخاصة الأم، فيجب عليها أن تستمع إلى ابنها وتتعرف على قدراته ومميزاته وتشجعه ولا تسخر منه وتساعده على وضع أهداف طويلة المدى، كأن يحلم أن يصبح طبيبا مثلا، ثم أهداف قصيرة المدى توصله إلى هدفه بأن يصبح طبيبا عن طريق الاستذكار الجيد والاهتمام بالمواد العلمية، ثم تحدد معه العوائق التى قد تصادفه فى طريقه للوصول إلى هذه الأهداف.

فهناك بعض الأبحاث التى أجريت فى هذا المجال أثبتت أن الرياضيين المشهورين عادة ما يتخيلون أنفسهم بعد نجاحهم، كأن يحلم مثلا بأنه فاز بمباراة معينة فهذا يعطيهم ثقة ورغبة فى تحقيق أهدافهم ويعطيهم الأمل وهذا ما يسمى بأحلام البطولة.
اقر أيضا :

قصة نجاح مواطن فلسطينى غزاوى تحت الحصار يصنع سيارة بمقاييس عالمية



الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010

انا لا انام...


أريد أن أنام لكني لا أستطيع ، تمر الساعات الطوال و أنا أتقلب في الفراش و أغير الأمكنة بدون
جدوى ، لم تغمض لي عين و لا أحس بالراحة ، لماذا هرب مني النوم وكيف أخرج من هذا الجحيم؟ هذا نموذج من الارتسامات و الأسئلة التي يطرحها المصاب بالأرق و تشغل باله و يحاول الإجابة عنها لكي يخرج من ورطته.
----------------------------------
الأرق عبارة عن استعصاء النوم أو تقطعه أو انخفاض جودته ، مما يعود سلبا على صحة المريض النفسية والجسدية ، و تختلف أسبابه و علاجاته من شخص لآخر حسب حالته و ظروفه.


فكلنا جربنا الأرق ليلة ما ، لكن هناك من يعاني من هذه المشكلة باستمرار ، حيث يصعب عليه جلب النوم أو يعاني من الاستيقاظ الليلي عدة مرات أو يستيقظ في ساعة مبكرة من الليل ثم لا يعود إلى النوم مجددا أو يحس بنوم مضطرب ، و تتسبب هذه الأعراض في مشاكل بالنهار نذكر منها:

التعب و الإعياء

قلة التركيز و صعوبة التفكير

ألم في الرأس و العضلات

القلق و سرعة الانفعال

الإغفاء و النعاس بالنهار و الذي يؤثر على الشخص في عمله و يتسبب أحيانا في حوادث السير.

تختلف جذور الأرق من شخص لآخر:
فمن غير المعقول أن يأتي الأرق لوحده ، بل لابد له من مسببات ، و جذور هذا المرض كثيرة و مختلفة حسب الشخص و نشاطاته و البيئة المحيطة به ، لكنها تتولد أثناء النهار لأن المواد التي تمكن من النوم تتكون أثناء النهار، كما أن جودة النوم بالليل تتحكم في حالة الشخص بالنهار.


فقد يصاب المرء بالأرق نتيجة خبر سيئ استقر في نفسه و أدى إلى حزنه ورافقه إلى فراشه ، و إن الجلوس بكثرة أمام الحاسوب أو رعاية مريض بالليل أو إرضاع طفل من الأمور التي تؤثر على جودة النوم ، علاوة على حرارة الغرفة أو صداع أو ألم في الأضراس أو المفاصل أو بطن المصاب ، و قد يتسبب هو نفسه في هروب النوم عندما يقوم بأعمال في الوقت الذي اعتاد فيه على النوم مما يهيج إشارات اليقظة لديه مثلما يحدث للذي تعود على العمل الليلي.


و يعتبر التوتر و الاكتئاب من أهم العوامل المسببة في الأرق لأن أعراضهما تلازم المريض و تدخل معه إلى سريره ليدخل في دوامة الأفكار السلبية التي تحرمه من النوم ، فالأرق هو أول أعراض الاكتئاب ، ورغم أن المكتئب ينام بسرعة و في وقت مبكر فإنه يستيقظ أثناء الليل و لا يعود إلى النوم أو يتذمر من نوم متقطع و غير هادئ.


و يؤثر تقدم السن خصوصا بعد الخمسينات ، على جودة النوم الذي يصبح خفيفا وتتخلله فترات من اليقظة قد تتجاوز الساعة أو الساعتين بسبب الحالة الصحية والتخوفات ، أما ما بين العشرين سنة و الثلاثين فإن الأرق يكثر في هذه المرحلة التي يجد فيها المرء نفسه أمام مشاكل العمل و البعد عنه و أمام فترات الامتحانات أو الدخول في عالم الحياة الزوجية و الأولاد. و تتدخل بعض الأدوية في حصول الأرق نظرا للمواد التي تحتوي عليها و التي تتفاعل مع الهرمونات و الإشارات المسئولة عن جلب النوم ، ومن بين هذه الأدوية نذكر الكورتيكويدات و مشتقات الدوبامين وبعض الأدوية التي تستعمل لعلاج الربو و مضادات الاكتئاب و ارتفاع الضغط.


و هناك حالتان للأرق ترتبطان بكيفية النوم:

الحالة الأولى: يعاني المريض من تحريك الساق و الرجل أثناء النوم ، إنها حركات و تقلصات سريعة قد تكون قوية لتضرب من ينام بالجانب أو تزعجه ، و تبدأ هذه الحالة مباشرة بعد استلقائه على السرير وتختفي إذا قام للمشي أو جلس على كرسي ، و يحس الشخص بالانزعاج و نفاذ الصبر و أحيانا بحرارة زائدة و يعاني من نوم متقطع لا يحس به لكن آثاره تظهر في اليوم التالي عندما يحس بالإعياء و الرغبة في النوم ، و تتكرر هذه الحركات بطريقة إيقاعية كل 10 إلى 30 دقيقة و تستمر من 20 إلى 40 ثانية.

الحالة الثانية: يتنفس النائم بطريقة غير منتظمة تتخللها توقفات للتنفس و العودة إليه بصعوبة تفزع من ينام بالجانب لأن هذه الحالة تشبه الاختناق ، و لا يشعر المريض بما يقع له حتى و إن أيقظه الآخرون، و يعاني من هذه المشكلة أشخاص تجاوزوا الخمسين سنة و لهم وزن زائد ، ورغم أنهم يشعرون بنوم جيد فهم يشكون من التعب و الإغفاء أثناء النهار.

و تساهم بعض أنواع الرهاب في استقرار الأرق ، كالخوف من الظلام و النوم وحيدا في منزل مهجور و كالخوف من الموت أو الاعتداء أثناء النوم ، كما أن الاضطرابات النفسية تحول دون حصول المريض على نوم جيد و مريح ، و نذكر منها ازدواجية الشخصية و الأفكار السلبية التي تعتري المريض قبل النوم و منها قوله: ً سأعاني كثيرا قبل أن أنام و سأتعذب في الغد من جراء هذا الأرق ً.


يوصف العلاج بحسب نوع الأرق:
إذا كان الأرق ظرفيا فإنه يختفي باختفاء مسببه كألم في ضرس أو إفراط في منبه ، لكن إذا كان حالة مرضية تتكرر عند الشخص لليالي متتابعة فإنه يحتاج إلى علاج بحسب نوعه و مسبباته ، و فيما يلي جرد لبعض طرق العلاج و النصائح العلمية:

علاج الآلام التي تحرم الشخص من النوم مثل آلام المفاصل أو الرأس أو البطن

الاسترخاء و سبق النوم بأنشطة هادئة و مريحة تسمح باستقراره

العلاج النفسي بالنسبة للمصابين بالاكتئاب و الأفكار المشوشة

يمكن استعمال المنومات لكن ترافقها أعراض جانبية مثل الإدمان و النوم القهري في النهار

تهيئ غرفة النوم بإعداد سرير جيد و إقصاء المثيرات مثل الإنارة و التلفزة

ممارسة الرياضة بانتظام و مرونة مع تجنب العنف و الإجهاد

اجتناب المنبهات مثل الشاي و القهوة و التدخين

احترام أوقات النوم

و هناك من يقترح على المصاب بالأرق العد بدون توقف أو حل مسائل رياضية صعبة أو النهوض من السرير و القيام بتمارين رياضية ثم العودة إليه و غير ذلك من الطرق.


و قد أثبتت بعض الأنواع الطبية نجاحها في علاج الأرق ، مثل طب الأعشاب والوخز بالإبر و الطب الأميوباتي ، و تدخل هذه الأنواع فيما يسمى بالطب البديل ، لكن يجب استشارة أهل الاختصاص.

فهناك من يعتبر النوم ضياعا للوقت ، و حتى يدرك خطأ ما يقول نطلب منه أن يحرم منه لليال قليلة ثم ينظر إلى النتيجة ، فالأرق مشكلة صعبة و له عدة جذور و يصعب التعامل معه ، لكن تحليل حالة المصاب و تتبع أعراضه يمكن من إيجاد الحل ، ويملك المريض نصيبا مهما في الخروج من ورطته و ذلك بتغيير عاداته و تحسين سلوكياته ، وعدم نسيان أذكار النوم التي يمكن أن تحل هذا المشكل لوحدها في أغلب الحالات 
اقرا ايضا 

لم تستخدم قوتك بعد !

 

مالفرق بين الأمراض النفسية والعقلية؟


المرض النفسي هو : 
عبارة عن اضطراب في الشخصية اضطراب وظيفي غير فيزو لوجي ، ويتمثل في الصراع الداخلي conflict المسبب للقلق والتوتر، والصراع النفسي يعني تضارب بين رغبتين متضادتين رغبات الإنسان ونزعاته الفطرية ونظرة المجتمع وتقاليده وضمير الإنسان الخلقي الذي يرفض للإنسان التمادي في رغباته ونزعاته ، فلولا المعايير الضابطة لسلوكيات الإنسان لصارت حياته فوضى ( شريعة الغاب )، لذا فإن الأديان جاءت لتنظيم حياة الإنسان وإخراجه من الحيوانية البهيمية ، جاء الدين الإسلامي ليجعل الإنسان سعيدا في حياته لأنه يأمر ه بالخروج من البهيمية المادية والمثالية التي تحرم عليه مباهج الحياة وملذاتها إلى الوسطية والاتزان 
ليس هناك حد فاصل بين الأمراض العقلية والنفسية والسبب أن كلا منها يؤثر في الآخر فقد يتحول مرض نفسي مثل الوسواس القهري أو الاكتئاب إلى مرض عقلي والعكس صحيح ، لذا عمد علماء النفس الحديث إلى أطلاق اسم الاضطرابات النفسية لتشمل الأمراض النفسية والعقلية ، وعلى الرغم من ذلك فإن بعض العلماء لازالوا يميزون بين ا لأمراض النفسية والأمراض العقلية ، كما أن هناك فرقا بين الأمراض النفسية والعصبية ، فالأمراض النفسية منشؤها وظيفي أما الأمراض العصبية فمنشؤها خلل في الجهاز العصبي المركزي ، ففي الأمراض النفسية يكون المريض بها جهازه العصبي سليما لايوجد به أي تلف أو خلل

من أبرز الفروق بين الأمراض النفسية والعقلية :
أن المريض النفسي مستبصر بذاته وبمرضه وبمعنى آخر هو يدرك أ نه مريض بل ويسعى للعلاج في العيادة النفسية ، أما المريض العقلي فهو غير مستبصر بذاته ولا يدرك أنه مريض فعندما تطلب منه مراجعة العيادة النفسية يرفض ذلك بل ويقول لك أنت اذهب للعيادة النفسية أنت المريض ، ومن هنا صار علاج المريض العقلي صعب جدا حتى لو أخذه أهله للعلاج فإنه لن يتقيد بتعليمات الطبيب خاصة فيما له علاقة بالدواء ، والمشكلة أن الأمراض النفسية والعقلية تحتاج إلى وعي تام من أهالي المرضى ومن المرضى أنفسهم لأن علاج المرض العقلي أو النفسي يحتاج إلى مداومة على استخدام الدواء فقد تطول المدة إلى ستة أشهر إلى سنة وربما بعض الأمراض العقلية مثل الشيزوفرينيا(الفصام العقلي) قد تستغرق فترة العلاج العمر كله 
يقول الدكتور /مختار حمزة في كتابه : مشكلات الآباء والأبناء ص196(من الوجهة الإكلينيكية فإن الفارق بين المرض العقلي ( الذهان) والمرض النفسي( العصاب ) ، إنما يكون في درجة اتصال المريض أو انفصاله عن الواقع ، ففي حالة المرض النفسي نجد لدى المريض قدرا كبيرا من الاتصال بالواقع ، ووعيا بما هو عليه من اضطراب ، فهويسعى بالتالي باحثا عن علاج لهذه الحالة، وإن كانت هناك ظاهرة أخرى تصاحب هذه الرغبة في الشفاء وفي التشبث بأعراض المرض والتأرجح بين مقاومتة والإقبال عليه ،طالما أن أعراض المرض النفسي تخدم في أساسها وظيفة معينة 
أما بالنسبة للذهان ، فإن أهم ما يلاحظ عليه هو انفصاله عن الواقع قد يكون تاما في كثير من الأحيان ، فالمريض يصوغ في هذه الحالة عالما صنعه لنفسه ، تسوده الهلوسة أو الهذيان ، وطالما أن هناك انفصالا عن الواقع لدى مريض العقل ، فلا بد ان نتوقع عدم وعيه بموقفه وحالته ، وبالتالي عدم سعية وراء العلاج وعدم رغبته فيه) ،والهلوسة والهذيان تعني أن المريض العقلي يشاهد أو يسمع أو يشم أشياءلايشاهدها أويسمعها أو يتذوقها غيره ويصدق ذلك ولا يقتنع بأن ما يسمعه أويشاهده أو يشمه مجرد تخيلات وأو هام مبعثها ما يعانيه من مرض ، كما أن هناك فرقا بين الأمراض النفسية والعقلية يتمثل ذلك في كون الأمراض العقلية يغلب عليها الجانب الوراثي الجيني كأن يوجد في عائلة المريض على الأقل اثنان أو ثلاثة أو اكثر مصابين بهذا المرض بينما الأمراض النفسية يغلب عليها الجانب البيئي المكتسب ، كما أن علاج الأمراض النفسية أسهل من علاج الأمراض العقلية 
اقرا ايضا :

اجعل فشلك بداية نجاحك