للدكتور محمود ذياب
استشاري العلاج النفسي وأستاذ علم النفس المساعد
الرسالة الأولى :
الفكرة الوسواسية ما هي إلا 1-إشارة كيميائية دماغية زائفة 2- لست المسئول عنها " أي ليس لك ذنب فيها 3-هي ليست منطقية وليست حقيقية ولا يمكن أن يتقبلها العقل
الرسالة الثانية:
بما أنها زائفة، وليس لك ذنب فيها، وليست منطقية ولا حقيقية وأنت غير متقبل لها ؟! فلماذا تستجيب لها وتعيشها وتجعل مما هو مزيف واقع تعيشه ليصبح بعدها واقعك وحقيقتك في هذا الموضوع زائف؟!
الرسالة الثالثة :
ستجيب بأنك تطيع الفكرة وتنفذها حتى تشعر بالراحة وتتخلص منها، فالذي يتوضأ وتأتيه فكرة انه لم ينوِ الوضوء ، أو لم ينظف بعض أعضاء الوضوء عنده، وهو متأكد من انه نوى أو توضأ بشكل جيد، يعيد الوضوء أكثر من مرة ليشعر بالراحة، أو يعيد التأكد من قفل الباب أو صنبور الغاز أو إقفال السيارة أو ... الخ فانه يعيدها مكرها حتى يشعر بالراحة ويتخلص من الفكرة المزعجة.
الرسالة الرابعة:
اعلم أخي واعلمي أختي أنكم بتنفيذكم الفكرة والاستجابة لها فإنكم تحيونها وتزيدون من تكرارها وقوتها، والتوتر والخوف والقلق الناجم عن الفكرة المزيفة وتنفيذ هذه الفكرة يزيد من تكرارها وشدتها .
الرسالة الخامسة: إذا فما هو المطلوب وكيف نتعامل ؟؟ أقول لكم : امنعوا الاستجابة ... امنعوا الاستجابة .. وأعود للسؤال الأول واذكر بما أن الفكرة زائفة وغير منطقية احصروها في كونها فكرة مزيفة ولا تجعلوا منها واقعا تعيشونه فيصبح واقعكم مزيفا
الرسالة السادسة :
في منع الاستجابة نقلل الحساسية تجاه الفكرة الوسواسية المزيفة , فلا يتبعها بعد ذلك توتر وقلق وخوف ... وبالتالي فان الفكرة تنطفئ تدريجيا .
الرسالة السابعة:
استعمال تقنية التعرض ... فحين تأتيك فكرة زائفة بأنك ستمرض مرضا معديا وساريا إذا صافحك شخص ولم تغسل يديك بعدها, أو إذا مسكت بمقبض الباب أو صنبور المياه... الخ . هنا يجب عليك القيام بتقنية التعرض اي مسك مقبض الباب وصنبور المياه ومصافحة الاخرين ... وسترى بالدليل العملي بعد ذلك انك لن تصاب بمكروه وبهذا تقل الحساسية ويقل التوتر والقلق والخوف وبهذا تنطفيء الفكرة تدريجيا والدراسات والابحاث النفسية اثبتت التاثير القوي للجانب النفسي على الجانب الفيزيولوجي والجسدي فلا داعي لان تسألوا كيف يؤثر منع الاستجابة والتعرض على الفكرة الوسواسية وهي إشارة كيميائية دماغية ، لان منع الاستجابة والتعرض يطفئ الفكرة تدريجيا .
وفيما يلي توضيح لكل ما سبق بمثال: تخيل أنك تسير في الصحراء بسيارتك وفجأة غرزت كفرات (دواليب) السيارة بالرمال ... أنت تعلم جيدا بأنه يجب عليك النزول من السيارة والحفر خلف الكفرات وأمامها ثم تسير بالسيارة وتنتهي المشكلة ... لكن تأتيك فكرة بأنك لو نزلت من السيارة سيأتي أسد ويفترسك ... وأنت هنا تشعر بالخوف والتوتر والقلق ولا تستطيع النزول من السيارة ... رغم انك تعلم جيدا بأن فكرة وصول الأسد فكرة مزيفة لأنه لا يعيش الأسد بالصحراء ... ورغم ذلك فانك تخاف من الأسد مع علمك التام بزيف هذه الفكرة ... إلا أنك خفت وتخاف مما تعلم بأنه مزيف وغير حقيقي ... وما أسوأ أن يعيش الإنسان واقعا مزيفا. هنا أمامك خياران ... إما أن تبقى خائفا من الأسد وهو غير موجود، وتبقى داخل السيارة حتى تهلك جوعا وعطشا... وإما أن لا تستجيب للفكرة المزيفة (الخوف من الأسد) وتنزل من السيارة حتى لو شعرت بالخوف وتحفر حول الكفر الأول ... لتشعر بعدها بان الخوف اقل ... ثم الكفر الثاني يكون الخوف اقل... ثم الكفر الثالث اقل واقل ... ثم الكفر الرابع ينتهي الخوف وتشعر بالراحة ... ثم تعود وتقود السيارة وتنتهي المشكلة . وفي التعرض ومنع الاستجابة انطفاء تدريجي للفكرة الوسواسية (الإشارة الدماغية الزائفة) .وانتهاء للمشكلة بإذن العلي القدير.
اقرا ايضا :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق