الثلاثاء، 14 سبتمبر 2010

القلق النفسي من الوجهة المرضية

عندما يتسلل القلق إلى نفس الإنسان ثم يشعر بالضغط النفسي و الارتباك فيجد نفسه يعاني من مشاكل عديدة، فيضطرب سلوكه من هذا القلق وبالتالي يؤثر على حياته فيصبح قلقاً، عابساً سريع الانفعال وكثير الغضب، لذا لابد أنك تقلق بعض الأحيان وأيضاً في بعض المواقف، وإذا كان هذا القلق عابراً و خفيفاً ويدفعك لإنجاز ما عليك فلا بأس، أما إذا زاد عن هذا الحد فانعكس على صحتك النفسية الجسدية فلا بد من التوقف عند ذلك ومواجهة القلق. فالقلق الدائم يؤثر على النفس، فيدفع الإنسان إلى تعاطي الكحول أو الحشيش أو بعض العقاقير المؤثرة، ثم يؤدي إلى الاكتئاب النفسي فيؤثر على جسده ثم يؤدي إلى الصداع وألم المفاصل و اضطراب القولون العصبي، كما أن القلق النفسي عامل مهم في القرحة و ضغط الدم و أمراض القلب و الجلدية. فالإنسان القلق يشكو كثيراً ويتشنج تعامله مع أسرته ومع زملائه في العمل، مما يؤدي إلى تدهور في العلاقات مع الناس وهذا بدوره يزيد من القلق ومن هنا يدخل الإنسان في حلقة مفرغة وبإمكان الشخص أن يعرف انه قلق من خلال عدة ظواهر أهمها الشد وتحفز عضلاته، مما يؤثر على القدرة على الاسترخاء و النوم. ماذا يفعل الناس إذا قلقوا ؟؟؟؟ قد يشعلون سيجارة، يحتسون القهوة و الشاي ، أو يأخذون قرصاً مهدئاً للأعصاب، وهذه أساليب خاطئة. وللتغلب على القلق النفسي لابد من الرجوع و البحث عن الأسباب وسوف تلاحظ أنها موزعة بين المجتمع والأسرة من جهة، والعمل و المدرسة من جهة أخرى. كما تلعب الشخصية دوراً في رسم ردود الفعل لما يواجهه الشخص من مشاكل ومواقف في حياته اليومية. كما أن الشخصية هي التي تحدد أسلوب الحياة ، وليس للحياة طعم دون التقليل من التوتر و القلق النفسي، الذي يعمل كحافز ومنشط وكدافع لبذل الجهد وتخطي مصاعب الحياة، و أما إذا زاد عن حده فلابد من مقاومته وممارسة الهوايات المختلفة وخاصة الرياضة. إذا واجه الشخص مشكلة فعلية لابد أن لا يفكر بها ليلاً و نهاراً و بشكل متكرر دون قرار، لذا انصح أن يكتبها على ورقة ويناقش الفكرة ويسجل الحلول الممكنة ثم التوصل إلى القرار المناسب، وفي حالة الفشل يؤجل البحث فيها إلى وقت آخر دون الإبقاء على ملفها في العقل مفتوحاً. لنستعرض تدريباً بسيطاً على الاسترخاء يمكن التدريب عليه، وهو يتمثل في الجلوس على مقعد مريح، وإغلاق العينين مع فتح الفم قليلاً و البدء بتنفس بطيء مع تخيل منظر جميل كالبحر أو حديقة، كما أن إرخاء عضلات الجسم مفيد في الاسترخاء مثل إرخاء عضلات الفكين ، و الرقبة ، واليدين ، الكتفين ، وعضلات الصدر ، والظهر ، والأصابع، ثم عضلات الفخذين ، والساقين، والقدمين، ثم الاستمرار في أخذ نفس عميق هادئ بعد إرخاء العضلات و تخيل منظر جميل مما يؤدي إلى هدوء وراحة الجسم و الشعور بالاطمئنان و السيطرة على الأعصاب ـ
إعداد
الأخصائية النفسية/ هند الغصن

اقرا ايضا :

فن الإصغاء و التواصل في العلاقة الزوجية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق