أ.سماح - 17/6/2008
العلاقة بين الأفكار والسلوك
قد يبدوا أحيانا وكأنه لا توجد صلة بين أفكارنا وسلوكنا ولكن العلاقة بين الفكرة والسلوك علاقة وثيقة ، قد لا نتنبه أحيانا إلى الأفكار التي تدفع تصرفاتنا ، لأن السلوك أصبح روتينيا .
ومع ذلك عندما نقرر أن نغير سلوكنا أو نتعلم سلوك جديد ، فإن الأفكار هامة جدا في تحديد إذا ما كان هذا التغيير ممكنا أم لا ، وكيفية تحقيقه. فتوقعاتنا تؤثر مباشرة في سلوكنا ، إننا أكثر قدرة على القيام بعمل ما والنجاح فيه إذا كنا نعتقد بإمكانية القيام بهذا العمل .
مثال/قصة (1): لسنوات طويلة اعتقد رياضوا ألعاب القوى أنه من المستحيل للإنسان أن يركض مسافة الميل في أربع دقائق. وكان العداءون في سباقات الجري حول العالم يركضون الميل في أكثر من أربع دقائق. حتى جاء العداء الانجليزي (روجر بانستر)، وقرر أن ينظر في التغيرات المطلوبه في أسلوب ركضه واستراتيجيتة ، ليستطيع اختراق حاجز الأربع دقائق للميل . لقد اعتقد أنه من الممكن أن يركض بشكل أسرع ، وبذل عدة أشهر من الجهد لتغيير نمط جريه حتى يصل إلى هدفه . وفي عام 1954م أصبح (روجر بانستر) أول رجل يركض الميل في أقل من أربع دقائق . إن اعتقاده بقدرته على النجاح ساهم في تغيير السلوك.
والأمر الرائع ، أنه عندما حطم بانستر الرقم القياسي ، فقد استطاع خيرة العدائين في العالم أيضا جري الميل في أقل من أربع دقائق ، رغم أن هؤلاء العدائين لم يغيروا كثيرا في نمط جريهم كما غير بانستر ، إن التغيير كان في تفكيرهم حيث اعتقدوا أنه من الممكن الركض بهذه السرعة ، وتغيير سلوكهم بتغير أفكارهم .
وبالطبع فإن مجرد معرفة إمكانية الركض السريع لا يعني أن كل انسان سيتمكن من تحقيق هذا . فالتفكير ليس كالعمل ، ولكن كلما ازداد إيماننا بإمكانية القيام بعمل ما ، كلما ازداد احتمال محاولاتنا لانجاز هذا العمل ، وربما تحقيق النجاح فيه (من كتاب العقل فوق العاطفة بتصرف)
مثال/قصة (2):
"لا يوجد هناك شيء لتخسره سوى قيد السلاسل"
قال قائل: كنت أفكر ذات يوم في حيوان الفيل، وفجأة استوقفتني فكرة حيرتني وهي حقيقة أن هذه المخلوقات الضخمة قد تم تقييدها بواسطة حبل صغير يلف حول قدم الفيل الأمامية، فليس هناك سلاسل ضخمة ولا أقفاص! كان من الملاحظ جداً أن الفيل يستطيع وببساطة أن يتحرر من قيده في أي وقت يشاء لكنه لسبب ما لا يقدم على ذلك! شاهدت مدرب الفيل بالقرب منه وسألته: لم تقف هذه الحيوانات الضخمة مكانها ولا تقوم بأي محاولة للهرب؟ "حسناً" أجاب المدرب.. "حينما كانت هذه الحيوانات الضخمة حديثة الولادة وكانت أصغر بكثير مما هي عليه الآن، كنا نستخدم لها نفس حجم القيد الحالي لنربطها به. وكانت هذه القيود -في ذلك العمر– كافية لتقييدها. وتكبر هذه الحيوانات معتقدة أنها لا تزال غير قادرة على فك القيود والتحرر منها. بل تظل على اعتقاد أن الحبل لا يزال يقيدها ولذلك هي لا تحاول أبداً أن تتحرر منه". كنت مندهشاً جداً. هذه الحيوانات –التي تملك القوة لرفع أوزان هائلة- تستطيع وببساطة أن تتحرر من قيودها، لكنها اعتقدت أنها لم تستطع فعلقت مكانها.
كحيوان الفيل، الكثير منا أيضاً يمضون في الحياة معلقين بقناعة مفادها أننا لا نستطيع أن ننجز ، أو نغير شيئاً وذلك ببساطة لأننا نعتقد أننا عاجزون عن ذلك، أو أننا حاولنا ذات يوم ولم نفلح.
اقرا ايضا :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق