الأربعاء، 15 سبتمبر 2010

دراسة حول التحكم في السلوكيات العدوانية باستخدام التقنيات المعرفية السلوكية.


رسالة ماجستير بعنوان: (فاعلية برنامج معرفي سلوكي لخفض السلوك العدواني لدى عينة من المراهقات المحرومات من الرعاية الأسرية بمدينة الرياض).
الطالبة : هدى بنت صالح السيلان
إشراف الدكتور : فهد بن عبدالله الربيعه
سنة : 1423-1424 هـ
عينة الدراسة:  دار التربية الاجتماعية للبنات
تم في الدراسة استخدام برنامج معرفي سلوكي لخفض السلوك العدواني، وهو من نوع البرامج القصيرة المدى (ثلاثة أشهر) وذلك نسبة للحدود الزمنية للبحث. و يعتبر البحث في مجال التحكم في السلوكيات العدوانية باستخدام التقنيات المعرفية السلوكية من الدراسات الحديثة . وفي هذه الدراسة أحدث التدخل تعديلا واضحا بالنسبة للمجموعة التجريبية وذلك من خلال تطبيقها واستفادتها من التطبيقات المتعلمة أثناء البرنامج والتي بدورها تولت خفض السلوك العدواني لدى المجموعة وفي الدراسة الحالية ظهر عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات السلوك العدواني القبلي بين المجموعتين وذلك ربما يعزى إلى وجود المجموعتين في بيئة اجتماعية واحدة بعيدة عن الجو الأسري والرقابة الأسرية وعدم التوافق الأسري وغياب أولياء الأمور وعدم المقدرة على تقديم بدائل لخفض بعض السلوكيات العدوانية ومن ثم محاولة خفضها بالتوجية والتدريب والإرشاد.
في ضوء هذه النتائج يمكن أن نوضح دور الأسرة وغيابها في ظهور السلوك العدواني حيث نجد من وجهة النظر البيئية بأن الأسرة لا تعمل في فراغ بيئي فالقوى الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لها أثر على الأسرة وأعضائها ومن شأن توافر المصادر والخدمات إما تحسين قدرة الأسرة على تلبية احتياجاتها أو الحد منها ومن ثم ينعكس كل ذلك سلبا أو إيجابا على سلوك الأبناء . وبما أن عينة الدراسة هي من المراهقات الاتي يعشن بعيدا عن أسرهن الطبيعية فإن تلك القوى التي لها تأثير على الأسرة تكون معدومة بالنسبة للمراهقات في دار التربية للبنات حيث الأسرة البديلة بالرغم من وجودها إلا إنها لا تفي بالقدر المطلوب. والنتائج الحالية تؤكد على أن المشكلات السلوكية لا يمكن عزلها عن الظروف البيئية . وتقديم برنامج معرفي سلوكي للمراهقات بدار التربية قد أوضح فعاليته وفائدته من وجهة تطبيق البرنامج المعرفي السلوكي في ضوء نمط الأسر البديلة. ومن خلال استعراض نتائج فروض الدراسة الحالية نلاحظ تأثر واستفادة أفراد المجموعة التجريبية من البرنامج المقدم لهن فقد أظهرن تعاونا واضحا ومشاركة فعالة بين بعضهن البعض وانخفاضا في السلوكيات العدوانية مع بعضهن , وهذا يدل على أن البرنامج المقدم لهن له فعالية في خفض السلوك العدواني .ويمكن أن نوضح هنا أن أساليب التدريب من خلال تأكيد الذات والتعلم الذاتي ,ولعب الأدوار والاسترخاء ووقف الأفكار أديا جميعا إلى تحسين أداء المجموعة التجريبية حيث ظهر بوضوح في متوسط درجاتهن في الاختبار البعدي. ويساعد تأكيد الذات في زيادة قدرة الإنسان على تعبيره عن مشاعره بصدق في المواقف المختلفة ومع الأشخاص المختلفين فيما عدا القلق والاضطراب. وتشمل حرية التعبير عن المشاعر ضرورة التعبير عن جميع المشاعر الإيجابية (الحب والمودة) والسلبية (الغضب) بما يلاءم الموقف ,بينما يعمل قمع التعبير عن المشاعر على زيادة التوتر والسلوك العدواني ويؤدي النجاح في تنمية القدرة على حرية التعبير الانفعالي وتأكيد الذات إلى خفض الانفعالات الزائدة وفي كل مرة ينجح الفرد في ذلك تزداد ثقته بنفسه وقدرته على ضبط الذات (إبراهيم,1994) وكما ذكر جاكبسون أن الاسترخاء طريقة لإرخاء الجسم التي تؤثر على الجهاز العصبي وبذلك تحدث تغيرا في المشاعر والأحاسيس نظرا لارتباط التوتر العضلي الشديد بالانفعال كالغضب ,والسلوك العدواني , والتوتر,والاسترخاء العضلي حالة مضادة للتوتر العضلي. بالإضافة إلى أن لعب الأدوار في مرحلة المراهقة يساعد على خفض العدائية والنظرة السالبة نحو مفهوم تسلط المشرفين.
من الجوانب الإيجابية للبرنامج أنه أتاح الفرصة للمشاركات فيه لكي يصبحن أكثر تفهما لأنفسهن ولقدراتهن وميولهن وذلك من خلال ما تم تقديمه في الجلسات من نواحي نظرية وعملية حيث أصبحن أكثر قدرة على مواجهة المشكلات وتجزئتها حتى يستطعن التغلب عليها. كما كان للمحاضرات التي أعطيت لهن عن الشعور بالنقص وتأكيد الذات الأثر الكبير في تعلم المشاركات كيف يستطعن تأكيد الذات واختبار قدراتهن في التخلص من العدوانية في مواجهة المشكلات واستبدالها بالتوكيدية التي تؤدي إلى مساعدتهن في الوصول إلى أهدافهن بدون صعوبات. وقد استفادت المشاركات من عناصر البرنامج في كيفية بذل الجهد والمثابرة والمنافسة لتحقيق الأهداف والوصول إلى أعلى درجة من الإنجاز بدون عدوان.

في هذه الدراسة يمكن أن نذكر أن هناك حاجة ماسة لعمل مزيد من البحوث التجريبية فيما يتعلق بخفض السلوك العدواني لدى المراهقات وذلك لقدرة البرامج المعرفية السلوكية لعلاج مثل هذه السلوكيات.

اقرا ايضا :

اضطراب الوسواس القهرى وماوراء المعرفة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق