| القلق في المدرسة  المعرفية |  | 
| ابراهيم  محمد بالكيلاني - 20/11/2008 | |
| ( الدراسة هي جزء من فصل لرسالة  الماجستير تحت عنوان : تقدير الذات و قلق المستقبل لدى الجالية العربية  المقيمة بمدينة أوسلو في النرويج للباحث ابراهيم محمد بلكيلاني ) يرى أصحاب المدرسة المعرفية بأن معتقدات الفرد  وأفكاره الخاطئة لها الدور الحيوي في توليد القلق لديه. و أن اضطرابات  التفكير تكون سببا ملحوظا لأعراض القلق . و تؤكد دراساتهم على وجود علاقة  وثيقة بين المعتقدات غير العقلانية و القلق لدى الجنسين الذكور و الإناث .  و تشير تلك الدراسات إلى أن  الأفكار الأكثر انتشارا لدى الإناث هي :  - الانزعاج لمشكلات الآخرين .  - الاعتمادية .  - تجنب المشكلات .  بينما الأفكار الأكثر انتشارا  لدى الذكور هي :  - لوم الآخرين .  - عدم التسامح تجاه الإحباط .( ابراهيم ، 1990)  و سنستعرض  فيما يلي النموذجين الأبرز للقلق في المدرسة المعرفية : أ- النموذج المعرفي  للقلق عند أرون بيك A Beck. :  ركز بيك أعماله على الاكتئاب إلا أنه " طبَّق  مفاهيمه المعرفية عن الأفكار التلقائية ، و التحريفات المعرفية ، و  التخطيطات المعرفية في تفسير الاضطرابات الانفعالية الأخرى و منها القلق " (  حسين،2007، ص ص 36-37) .  ويرى بيك أن " الاضطرابات الانفعالية تكون ناتجة  أساسا عن اضطراب في تفكير الفرد . فطريقة تفكير الفرد و ما يعتقده و كيف  يفسر الأحداث من حوله كلها عوامل هامة في الاضطراب الانفعالي " . (  حسين،2007، ص 37) .  يؤكد بيك في أعماله على أن توقع الفرد للأخطار و  الشرور هي المكونات الأساسية التي تميز مرضى القلق . فالقلق لديه يتوقف  أساسا على كيفية إدراكه لتلك المخاطر و تقديره لها. فالفرد في حالة القلق  يكون مهموما أولا باحتمال تعرضه للخطر أو الأذى . فالفكرة الأساسية التي  تهيمن عليه هي وجود خطر داهم يهدد صحته ، أسرته ، ممتلكاته ، مركزه المهني  أو الاجتماعي و غيرها من أنواع التهديدات . ( تونسي، 2002 ، ص ص 29-30 ) .  و " يعتبر التفكير المأساوي من الأخطاء المعرفية  الشائعة لدى مرضى القلق ، و تعني توقع أسوأ النتائج ،إذ أن تفكير مريض  القلق يكون منصبا على توقع أسوا النتائج المحتملة لأي موقف من المواقف "  (حسين،2007، ص37) . فالمبالغة في تقدير الأخطار المحتمل حدوثها للفرد في  المستقبل ، تجعله دائم التشكك في قدرته على المواجهة و المقاومة ، مما تسبب  له قلقا مستمرا .  و يعمل ميكانيزم الأفكار التلقائية السلبية المتسم  بتوقع دائم للمخاطر على تحريف و تشويه معارف مريض القلق . وفي هذا الإطار  تشير أعمال Greenberg & Beck إلى " إن تشويه الفرد لما يرد إليه من  معلومات في اتجاه التوقع المستمر للكوارث ينعكس على نظرة الفرد لذاته و  للعالم و للمستقبل " ( حسين،2007، ص 39) .  و من خلال أعمالهما أيضا أشار حسين ( حسين،2007، ص ص  39-40 ) إلى أن هناك فروقات في ارتباطات التكوين المعرفي :  • فالتكوين المعرفي الذي يتسم بتوقع الفرد للمخاطر و  الشعور بالتهديد النفسي والجسمي والاجتماعي يرتبط بالقلق .  • أما التكوين المعرفي المتسم بفقدان الأمل والحزن  والتشاؤم والشعور بعدم القيمة وعدم الكفاءة والاتجاه السلبي نحو الذات و  العالم و المستقبل يرتبط بالاكتئاب .  فمرضى القلق يرون أن المستقبل لا يمكن التنبؤ به و  أنه حافل بالخطر . و يشير بك إلى أن الأفكار الملازمة لمرضى القلق  تتضمن عادة :  • عدم الكفاءة و الأهلية في الإنجاز .  • نقص ضبط الذات و السيطرة عليها .  • الرفض الاجتماعي .  • المرض .  • الإيذاء الجسمي .  و يجمل حسين محتوى التفكير في القلق وأعراض القلق  الناجمة عنه على النحو التالي:(حسين،2007، ص 40)  • رؤية الذات عرضة للخطر و الانتقاد و تبدو في  الأعراض التالية : قلق ، نقص ثقة بالنفس ، التجنب .  • رؤية العالم كتهديد له و تبدو معه الأعراض  التالية : زيادة الاعتمادية ، الأعراض التلقائية .  • رؤية المستقبل كعصي عن التنبؤ و تبدو معه الأعراض  التالية : اضطراب النوم ، فقدان المبادأة ، ضعف التركيز ، الحذر المفرط .  ب- النموذج المعرفي للقلق عند لازاروس  Lazarus :  يميز Lazarus بين عملتين أساسيتين هما :  • التقويم الأولي :  و يعني به تقدير الفرد لمدى تهديد الموقـف ( تحديد  الموقف و تقدير مدى احتمالية الضرر و مدى اقترابه و شدته ) .  و يتأثر التقويم الأولي بنوعين من  العوامل :  - عوامل متعلقة بشخصية الفرد و تشمل اعتقاداته و  افتراضاته .  - عوامل متعلقة بالموقف و تشمل طبيعة الحدث أو  التهديد المتوقع و احتمالات حدوثه .  • التقويم الثانوي :  و يعني به تقدير الفرد لما لديه من إمكانات و قدرات  للتعامل مع المواقف ( تقييم القوة /القدرة الدفاعية على إبطال الخطر و  احتوائه ) .  و يتأثر التقويم الثانوي بقدرات الفرد و  إمكاناته :  - النفسية ( تقديره لذاته و الروح المعنوية التي  لديه ) .  - الجسمية ( صحة الفرد و طاقته على التحمل.  - الإجتماعية ( شبكة العلاقات الإجتماعية و حجم  المساندة و الدعم المقدم له ) - المالية ( المال ، الأدوات و التجهيزات ) .  ( حسين، 2007، ص 43-44 ) و ( عثمان ، 2001، ص ص 100-101) .  وفي سياق النظرية المعرفية أيضا ، يقسّم  Ellis بين شكلين من أشكال القلق :  أ- قلق عدم الارتياح : و يعرف بأنه ضغط انفعالي  ينتج عندما يشعر الفرد:  • أن راحته أو حياته مهددة .  • أنه لابد و أن يحصل على ما يريد .  ب- قلق الأنا : و يعرف بأنه ضغط انفعالي ينتج  عندما يشعر الفرد :  • بأن قيمته الذاتية و الشخصية مهددة .  • أنه يجب أن يقوم بالأداء الجيد و أن يستحسنه كل  من حوله . ( محمد،،2002، ص 239) و يلخص محمد بأن القلق في النظرية المعرفية  يرجع إلى " تبني الفرد أفكارا غير عقلانية و أهداف غير واقعية تسبب له  اضطراب و تجعله يعيش القلق الاجتماعي مع المحيطين " ( محمد،2002 ، ص 239) اقرا ايضا : الادمان والعلاج المعرفي السلوكي | |
الطب النفسى ... فنون التشخيص والعلاج النفسى ...ذوى الإحتياجات الخاصة ...إستشارات نفسية ...
الثلاثاء، 14 سبتمبر 2010
القلق في المدرسة المعرفية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق