د/ خالد محمود عبد الوهاب
أولا : تعريف السلوك :
السلوك هو الموضوع الأساسي لعلم النفس , وهو يعني نشاط الإنسان في تفاعله مع البيئة ليتمكن من التكيف معها . والسلوك يتضمن ما هو ظاهر ويمكن ملاحظته , وأيضا ما هو كامن داخل الفرد ولا يمكن ملاحظته مثل التفكير والتخيل والتذكر .
ويمكن تعريف السلوك بأنه : " ردود أفعال داخلية أو خارجية, تصدر عن الفرد , ردا علي منبهات أو مثيرات داخلية أو خارجية أيضا " والسلوك الإنساني بمعناه السابق لا يكون دون دافع أو سبب من ورائه , سواء كان هذا السبب واضحا للآخرين وللفرد ذاته , أو غير واضح . ففي كثير من الأحيان تصدر عن الفرد سلوكيات لا يري سببا واضحا للقيام بها . إلا أن علم النفس يقرر أن هناك أسبابا ولكنها قد تكون لاشعورية . ومتى كان الدافع أو السبب قويا كانت شدة السلوك . وتختلف تلك الدوافع والأسباب باختلاف الكثير من الأمور منها علي سبيل المثال :
o أهمية الدافع بالنسبة للفرد .
o إدراك الفرد للموقف المحيط به وكيفية تفسيره له .
o وكذلك خبرات الشخص وعلاقاته وحاجاته .
كيف يتم اكتساب السلوك ؟
هناك مجموعة من القوانين الهامة التي تساعد في تفسير عملية اكتساب السلوك منها :
1 - قانون الاستعداد : وهو خاص بالفرد , ومدى رغبته في عملية التغيير أو اكتساب سلوك جديد .
2- قانون المران أو التدريب : تزداد قوة السلوك بالتكرار والممارسة , وتضعف بالإهمال .
3- قانون الأثر : الأثر الناتج عن قيام الفرد بسلوك ما , سواء كان هذا الأثر إيجابيا أو سلبيا , يلعب دورا هاما في إمكانية تكرار هذا السلوك أو عدم القيام به فيما بعد .
4- قانون التدعيم : للتدعيم الذي يحصل عليه الفرد من المحيطين به , سواء كان هذا التدعيم إيجابيا أو سلبيا, دورا هاما في تعزيز السلوك أو انطفاءه.
يمكن تفسير عملية اكتساب السلوك وفقا للقوانين السابقة كما يلي : كما سبق وقلنا في التعريف السابق أن السلوك هو رد فعل يصدر عن الفرد لسبب ما , هذا السبب هو ما نطلق عليه في علم النفس كلمة -- المثير -- سواء كان هذا المثير واضحا وظاهرا للفرد والآخرين , أو غير واضح . أما ما يصدر عن الفرد من ردود أفعال تجاه ذلك المثير فهو ما نطلق عليه كلمة -- الاستجابة -- .
ولكن هل الإنسان بهذه البساطة , بحيث أن كل تصرفاته ما هي إلا ردود أفعال تلقائية علي مجموعة المثيرات التي يتعرض لها ؟ الإجابة لا , فالإنسان تحكمه في ردود أفعاله الكثير من المتغيرات منها على سبيل المثال : أفكاره وخبراته السابقة , أسلوبه في التفكير , طريقته في الحكم علي الأمور , كيفية إدراكه للموقف أو المثير وتفسيره له , أهمية الموقف بالنسبة له , علاقاته بالمحيطين به أثناء حدوث المثير , حالته المزاجية ودرجة استعداده , حالته الصحي) الجسمية ) ..... الخ ما الذي يحدث بعد أن يستجيب الفرد للمثير بسلوك ما ؟ الفرد لا يري نفسه إلا من خلال الآخرين , فالآخر هو الذي يحكم على ما يصدر منا من أفعال وتصرفات , فإذا ما شعر الفرد باستحسان من الآخر على سلوك ما قام به في موقف معين , كان ذلك سببا في إحداث أثر طيب في نفس الفرد , مما يدفعه للقيام بمثل هذا السلوك في المواقف التالية والمشابهة . وكلما حصل الفرد على مثل هذا الأثر في المواقف التالية ازداد تعزيز هذا السلوك ( التعزيز الإيجابي ) مما يؤدى إلي استمراره وثباته ( تدعيمه ) . أما إذا حدث عكس ما سبق , وشعر الفرد بأن السلوك الذي صدر عنه في أحد المواقف أدي إلى استياء الآخرين ورفضهم , فالأثر هنا يكون سلبيا , وبالتالي فإن الفرد يسعى للتحكم في مثل هذا السلوك , ومحاولة عدم القيام به في المرات التالية , حين لا يتكرر مثل هذا الأثر السلبي , ومن هنا يكون هناك ( تعزيز سلبي ) . ومن المهم جدا أن يحدد الأخر سبب رفضه لبعض السلوكيات التي تصدر عن الفرد , لأن مثل هذا السلوك قد يكون مقبولا عند البعض الأخر . وما أن يصل الفرد إلى قناعة بأن ما صدر عنه من سلوك كان خاطئا , فإن الرغبة في التغيير والتعديل تبدأ في الظهور . ولكي يستمر مثل هذا السلوك الإيجابي لابد له من التكرار , حين تقوى الروابط ما بين المثير والاستجابة ( مع مراعاة استمرار التعزيز ) . فكما سبق وأن وضحنا أن تلك الروابط تقوى بالاستعمال وتضعف بالإهمال . ولكي تقوى الرابطة بشكل إيجابي لابد وأن يعرف الفرد الإيجابيات والسلبيات التي نتجت عن سلوكه في المرة السابقة , حين يتجنب قدر الإمكان أي أخطاء , مما قد ينتج عنها تثبيت سلوك قد يحتاج إلى تعديل فيما بعد .
ما هي طبيعة العلاقة بين الأفكار والسلوك ؟
مع استمرار تكرار كل من السلوك والتعزيز، وحصول الفرد على الأثر الطيب الناتج عن سلوكه , فإن ذلك يؤدي إلى تكوين الفكرة، فبمجرد أن يتعرض الفرد للمثير أو الموقف تظهر فكرة الشخص عن هذا الموقف (الخبرات السابقة) وكيفية التعامل معه بشكل فعال. وبالتدريج تتحول تلك الأفكار (مع استمرار التكرار) إلى معتقد , هذا المعتقد يشكل مع غيره من المعتقدات النظام الذي يحرك كل فرد في الحياة . ويمتاز المعتقد عن الفكرة بأنه أكثر ثباتا ورسوخا مما يجعله يقاوم التغيير والتعديل, وذلك لأنه قد يكون نتيجة لخبرات وتجارب عديدة. إن وجود مثل هذه المعتقدات قد يساهم في تفسير ما نطلق عليه السلوك الأوتوماتيكي (التلقائي), الذي يعتقد البعض أنه يظهر دون أي تفكير, أو يمر بأي عملية من العمليات السابقة, نظرا لقيام الفرد به مباشرة بعد تعرضه للمثير (أصبح عادة).
مع استمرار تكرار كل من السلوك والتعزيز، وحصول الفرد على الأثر الطيب الناتج عن سلوكه , فإن ذلك يؤدي إلى تكوين الفكرة، فبمجرد أن يتعرض الفرد للمثير أو الموقف تظهر فكرة الشخص عن هذا الموقف (الخبرات السابقة) وكيفية التعامل معه بشكل فعال. وبالتدريج تتحول تلك الأفكار (مع استمرار التكرار) إلى معتقد , هذا المعتقد يشكل مع غيره من المعتقدات النظام الذي يحرك كل فرد في الحياة . ويمتاز المعتقد عن الفكرة بأنه أكثر ثباتا ورسوخا مما يجعله يقاوم التغيير والتعديل, وذلك لأنه قد يكون نتيجة لخبرات وتجارب عديدة. إن وجود مثل هذه المعتقدات قد يساهم في تفسير ما نطلق عليه السلوك الأوتوماتيكي (التلقائي), الذي يعتقد البعض أنه يظهر دون أي تفكير, أو يمر بأي عملية من العمليات السابقة, نظرا لقيام الفرد به مباشرة بعد تعرضه للمثير (أصبح عادة).
السلوك وكيفية تعديله ( العلاج السلوكي ) :
عند القيام بعملية تعديل سلوكي لابد من مراعاة ما يلي :
عند القيام بعملية تعديل سلوكي لابد من مراعاة ما يلي :
1. التأكد من رغبة الفرد في التغيير والتعديل (مستوى الدافعية (والعمل على تنميتها .
2. تحديد السلوك المراد تعديله تحديدا دقيقا (يجب ألا يكون هذا التحديد بشكل عام " سلوك إدماني مثلا " ولكن يجب أن يحدد من خلال مظاهره وأعراضه) .
3. تحديد مدى خطورة هذا السلوك بالنسبة للفرد ,وتأثيره على توافقه الشخصي والاجتماعي .
4. تحديد طبيعة العلاقة بين هذا السلوك وبعض السلوكيات الأخرى .
5. تحديد معدل تكرار السلوك الذي يعانى منه الفرد, حتى يمكن الحكم علي أهمية التعامل معه, أو اعتباره سلوكا طبيعيا, كذلك ليمكن الحكم من خلاله على مدي التحسن فيما بعد .
6. الإنفاق مع الفرد علي الأساليب التي سوف يتم استخدامها في عملية التعديل، مع التأكيد علي أهمية التزامه بالقيام بالمهام التي سوف يكلف بها .
7. تحديد أسلوب واضح لكل من التعزيز الإيجابي والسلبي, الذي سوف يستخدم خلال عملية التعديل .
8. يجب علي كل من المعالج والفرد عدم تعجل النتائج, لأن عملية التعديل ليست بالعملية البسيطة .
9. يجب أن يتوقع المعالج مقاومة من الفرد الذي يطلب المساعدة, وعليه أن يحدد كيف يمكنه أن يتعامل معها.
10. يجب أن يتوقع المعالج إمكانية حدوث انتكاسة خلال عملية التغيير (العودة إلى السلوك القديم), وعليه أن يخطط لكيفية التعامل معها .
بعض فنيات العلاج السلوكي :
العلاج السلوكي هو :
شكل من أشكال العلاج النفسي يهدف إلى إحداث تغييرات مباشرة في السلوك الغير مرغوب فيه, سواء كان يعاني منه الفرد, أو يعاني منه المحيطين به . معتمدا في ذلك على قوانين نظرية التعلم وأساسيات العلاج المعرفي . ويهتم العلاج السلوكي بمفهومه التقليدي القديم, بعلاج الأعراض الظاهرة فقط, والمتمثلة في السلوكيات الغير سوية , دون الحاجة إلى البحث عن الأسباب اللاشعورية, والمعرفية التي تقف وراء هذا السلوك. إلا أن الاتجاهات الحديثة حاليا تؤكد على ضرورة التداخل بين المدارس العلاجية المختلفة, حتى يتحقق الهدف من التدخل العلاجي .
ويقوم العلاج السلوكي على أربعة مبادئي أساسية هي :
o التعلم الشرطي .
o التدعيم والتعزيز .
o التعلم الاجتماعي .
o والتعلم المعرفي .
ومن فنيات العلاج السلوكي الشائع استخدامها ما يلي :
1. التعويد , والتعرض التدريجي : وهو شائع الاستخدام في علاج بعض المخاوف, ويتم ذلك من خلال التعرض التدريجي المنظم، لمثيرات الخوف بداية من تخيل هذا المثير, أو رؤية صورته, ثم مشاهدته عن بعد، وبالتدريج حتى يتم التعامل معه, بشرط وجود داعم بشكل مستمر خلال المراحل الأولى.
2. الكف بالنقيض : يستخدم أيضا في علاج بعض أنواع المخاوف, حيث يتم فيه استثارة استجابة معارضة للقلق, عند ظهور موضوع الخوف, تعمل على توقف القلق, أو انخفاض حدته . ويكون ذلك الأسلوب من خلال تقديم مثيرات محببة لدى الفرد, وأثناء انشغاله بها, يتم التعرض للمثير المسبب للخوف .
3. العلاج بالتعزيز ( السلبي , والايجابي)
4. العلاج من خلال التجاهل ( إطفاء الاستجابة ) .
5. العلاج بالنموذج .
6. العلاج بالغمر .
اقرا ايضا :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق